دور استخباري ايراني جديد في العراق!

المواجهة الاقليمية الحاسمة قد حانت وملامحها قد بانت مع السفير الايراني الجديد في بغداد
مع نهاية فترة سفارة السفير الإيراني في العراق حسن كاظمي قمي والتي حفلت بتدخلات إيرانية إستخبارية حرسية واسعة في الشأن العراقي وكرست أسس المؤسسات الإيرانية العاملة في العراق ومن بينها بطبيعة الحال والمآل قوى سياسية عراقية مهمة حاكمة ومتنفذة يعرفها الجميع , يدخل النفوذ الإيراني المتألق والمتجدد مرحلة جديدة مع مجيء سفير جديد قادم من عمق رحم مؤسسة الحرس الثوري الإيراني التي تحاول إبتلاع المنطقة والتي تتجنب أدوات ووسائل الحصار الدولي بأساليب إفعوانية مخادعة وخبيثة من بينها عمليات غسل أموال المخدرات , وتأسيس الأحزاب والتجمعات والهيئات وخلق مراكز إرتكاز وتضليل كما بينتها التجربة البحرينية والتجارب الخليجية الأخرى , فليس سرا إن التسلل الإستخباري للحرس الثوري الإيراني في الخليج العربي يحمل من المفاجآت الشيء الكثير بسبب التداخل بين الطائفية والسياسة وعمليات التخادم السياسي , السفير الإيراني الجديد في العراق هو أيضا أحد أهم رؤوس مخابرات الحرس الثوري في "فيلق القدس" تحديدا المكلف بالشأن العراقي , وهو الآغا حسن دانافر العنصر الحرسي المقرب جدا من وزير الدفاع الأسبق والقائد في الحرس الثوري علي شمخاني , كما أنه من المختصين بالشؤون العراقية وملم باللغتين العربية والكردية! أي أنه السفير ألأمثل في المكان الأمثل في الزمن الأمثل! وحيث يتهيأ العراق للدخول في مرحلة سياسية جديدة تبدو ملامحها ألأولى مكفهرة بالكامل في ظل الحشد الطائفي والتناحر السياسي وظهور الوجه الشمولي الحقيقي لأحزاب التدين الطائفي التي ترفض الإقرار بالنتائج الإنتخابية وتعتمد على تهويمات خرافية وعلى رؤى مزيفة بالشرعية ولربما القدسية أيضا! , أما النظام الإيراني فهو مقبل أيضا خلال الاشهر الحاسمة المقبلة على تقرير ملفات مصيرية على مستوى إدارة الصراع السياسي الداخلي في إيران أو على مستوى الإمتداد والتحرك الآيديولوجي في الخليج العربي و عموم الشرق ألأوسط , وكأي نظام شمولي إستبدادي ثيوقراطي فإن أداته الرئيسة في معاركه المصيرية هي الأجهزة الإستخبارية التي تتحمل العبء ألأكبر في عمليات الإستعداد والحشد والمواجهة , خصوصا وإن في مسافات الصراع الداخلي في العراق مساحات واسعة للمناورة الإيرانية بسبب الحجم الحقيقي للتأثير الإيراني في القوى السياسية الدينية و الطائفية التي سلم الأميركيون مفاتيح السلطة في العراق لها , فحجم التاثير الإيراني في العراق لا تعادله أي قوة بل أنه عنصر حاسم من عناصر أمن العراق وهذه الحقيقة أقر بها للأسف الجانب الأميركي الذي تؤدي إستخباراته لعبة القط والفأر مع عناصر المخابرات الإيرانية التي تسد كل الثقوب في ثغرات العراق الأمنية , بل أن الأميركيين رغم هيلمانهم وقوتهم الكونية يتفاوضون في السر والعلانية مع عملاء الحرس الثوري بشأن أمن العراق ومن أولئك العملاء هذا السفير الإيراني الجديد الذي هو عنصر إرهابي متميز يدل تعيينه على قرب تنفيذ مخططات وأجندات سرية إيرانية الله وحده يعلم بمدى خطورتها ليس على أمن ووحدة العراق فقط بل على عموم المنطقة , فالخط البياني التصاعدي الإيراني يبدأ من كابول الأفغانية وينطلق من طهران ليمر ببغداد ودمشق وبيروت وينحدر جنوبا ليشمل الجزيرة العربية وكل الخليج العربي , لقد صرح الرئيس الإيراني الأسبق المغضوب عليه حاليا هاشمي رفسنجاني في أواخر الثمانينات من القرن الماضي بأنه يتطلع إلى اليوم الذي يستطيع فيه الإيراني المشي من دون توقف من كابول وحتى بيروت! وهاهو اليوم قد أزف فعلا , فالنفوذ السياسي والأمني والإستخباري الإيراني في الشرق الأوسط قد أضحى من الظواهر الملموسة , كما أن طبيعة وشكل تدخلاته وادواته المتسللة في شؤون وشجون المنطقة تؤكد بشكل جلي على خطورة الحالة الأمنية وهشاشتها في دول الإقليم , ساعات المواجهة الإقليمية الحاسمة قد حانت والطرف الإيراني يخبأ في جعبته ثعابين سامة وخطيرة سيطلقها في ساعة الصفر , وملامح المواجهة المقبلة قد بانت معالمها , فمع السفير الإرهابي الإيراني الجديد تأكدوا من أن عبارة الرئيس الأميركي باراك أوباما والقائلة بأن "أيام صعبة تنتظر العراق"! لم تكن تطلق جزافا..!
داوود البصري
كاتب عراقي