منتديات موصل الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات موصل الحب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء 11111111111

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العربي
عضو جديد



عدد الرسائل : 62
الموقع : السعوديه
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء 11111111111 Empty
مُساهمةموضوع: فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء 11111111111   فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء 11111111111 Emptyالأحد ديسمبر 27, 2009 9:55 pm


العتاب والمعاتبة، من آكد ما يبقي المودة ويُشعر بالرحمة والقرب والألفة.

ولذلك نجد في القرآن الكريم كيف أن الله جل وتعالى كان يعاتب أنبيائه ورسله وعباده الصالحين..

(عفا الله عنك لم أذنت لهم.. ) . (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك.. ). (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى.. ).

وحين نتأمل نصوص السيرة النبوية نجد أيضا كيف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحرص الأمة على الأمة، فكان يعاتب ويعتب.. اقرأ إن شئت قصة الثلاثة الذين خلّفوا..

واقرأ في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (نعم العبد عبد الله لو كان يقوم من الليل.. ) وهكذا..

والذي يشد الانتباه ويلفت النظر، سمو الأدب في آيات المعاتبة والعتاب..

وتقرأ في طيّات نصوص السنة شدة الحرص والرحمة بالأمة من خلال همسات العتاب ومواقفه..

وبمثل هذا يبقى العتاب أسمى ما يكون حين يؤلف القلوب، ويرتق الفتق في رحمة وإشفاق..

ومن هنا وجب على المتحابين بجلال الله أن يرقوا بمعاتباتهم، وأن تسموا بهم روح الإيمان فتتعانق الأرواح طهرا وحباً وهي تبلسم بعضها بعضا لتداوي جراحها بيد الإشفاق والعطف والرحمة..

تلكم هي الروح السامية بسمو الإيمان..

تلكم هي الروح التي تأسرك بشفافيتها..

الروح الطاهرة طهر المزن في سماءها..

الروح التي تجذبك إليها بلطف..

وتدفع عنك الأذى بحرص..

تخرج منها الكلمة فتسمع روحك همسها قبل أذنك..

كأني بها وهي تناغي وتترنم:

حديث الروح للأرواح يسري *** فتدركه القلوب بلا عنـــــاء

هتفت به فطار بـــــــــلا جناح *** وشق أنينه صدر الفضـــاء

ومعدنه ترابي ولكـــــــــــــــن *** جرت في لفظه لغة السماء

لقد فاضت دموع العشـق منّي *** حديثاً كان علويّ النــــــداء

فحلّق في ربى الأفلاك حتـــى *** أهاج العالم الأعلى بكـــائي

إنها ليست معاتبة.. بل هي همسات الروح للروح..

فهل بلغنا مبلغ الأخوة التي يغبطنا عليها الأنبياء والشهداء والصالحون. ؟! أم أن نفوسنا لمّا تزل ترابيّة الأصل والطموح؟!

وفي سبيل أن نخطو خطوة نحو السمو.. وحتى نعيش إخلاء أوفياء أصفياء أنقياء.. أسطر الماحات، في فن المعاتبة والعتاب..



الأولى: كثرة اللوم في الغالب لا يأتي بخير..

لكن ليس كل اللوم!!، وإنما كثرة اللوم والعتاب، فإنها تنفر منك الصديق، وتبغّض عليك العدو..

ومن لا يغمض عينه عن صديقه *** وعن بعض ما فيه يمت وهو عـــــاتب

ومن يتتبع جاهداً كل عثــــــــرة *** يجدّها ولا يسلم له الدهر صاحب!.

ثق تماماً أن لحظة كدر في عتاب قد تفسد عليك أخوة دهر!

وتسرع في عتاب.. يفرّق عليك رأس المال..

واسمع للخادم الصغير وهو يقول: " خدمة في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين لم يقل لشيء فعلته لم فعلت، ولا لشيء لم أفعله لم لم تفعل!.

هذا وهو صغير مظنة وقوع الخطأ منه أعظم من مظنتها في كبير واع!.

الثانية: لا تطلب من الآخرين عدم الخطأ.. وإنما اطلب منهم أن لا يستمروا في الخطأ إذا علموه.

هكذا المؤمن (مفتّن توّاب، إذا ذُكّر تذكّر)..

(ولو لم تذنبوا لذهب الله - تعالى - بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون)!! تلكم هي سنة الله.. ولتتجلّى في خلقه معاني أسمائه وصفاته..

وهكذا ينبغي أن نقبل الآخرين.. على أنهم بشر يخطئون..

اقبل أخاك بيعضه *** قد يُقبل المعروف نـــزرا!

واقبل أخــاك فإنه *** إن ساء عصراً سرّ عصراً

فإنك إن لم تكن كذلك أوشكت أن تشق على الناس أو تهلك نفسك..

بكيت من عمروٍ فلمّا تركته *** وجرّبت أقواماً بكيت على عمرو!



الثالثة: أزل الغشاوة عن عيني المخطئ. !

حين ترى الخطأ.. لا تتشنج.. أو تنقلب حماليق عينك، أو يتعكر صفو مزاجك.. تمهل قد يكون المخطئ غطت على عينيه غشاوة الخطأ أو المعصية.. فلا تستعجل في ذم أو تقبيح.. بل ابذل جهدك في إزالة الغشاوة عن عين المخطئ..

يدخل شاب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه وهو يقول: يا رسول الله إئذن لي في الزنا!

ياللهول.. !.

يريد الزنا.. ويريده حلالا بإذن رسول الله - تعالى - له.. !.

من الصحابة من استوفز، ومنهم من تقطّب جبينه وفيهم من قال: دعني أضرب عنقه!.

ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يعدو عن أن تبسم وقرّب الفتى إليه وقال له: " أترضاه لأمك؟! أترضاه لأختك؟! والفتى في كل جواب يقول: لافقال - صلى الله عليه وسلم - " فكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم وأخواتهم "بأبي وأمي أنت يا رسول الله.. ما أشد حلمك مع شدة حرصك وتسلّط السفهاء عليك..



الرابعة: اختر الكلمات اللطيفة في العتاب والمعاتبة..

لا تقبّح، أو تسب أو تشتم..

فالمؤمن ليس بالطعّأن ولا اللعان ولا الفاحش البذيء!

وفي الحديث الصحيح " والكلمة الطيبة صدقة.. "

فكيف تراها تكون هذه الكلمة طيبة؟!

بعبارات التلاوم والذم والشتم وجرح المشاعر؟!!

أم ترى أن للكلمات أنوار إذا برقت بروقها أنارت فؤاد المستمع!



الخامسة: اترك الجدال..

في عتابك لا تجادل.. لأنك بالجدال قد تخسر النتيجة وقد تكون أنت المحق.. ثم إن المجادل قد يربط الحق بكرامته، فيدافع عن كرامته لا عن الحق.. وهنا تكون القاضية! فلا الحق أُحقّ.. ولا المودة بقية..

وقد جاء في الحديث الصحيح " أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقّاً "



السادسة: ضع نفسك موضع المخطئ.. ثم فكر في الحل!

لأنه لا يكفي منك أن تنتقد وتعاتب.. بل لابد مع العتاب بلسماً.. وانظر كيف أن منهج القرآن ليس هو الزجر دون بيان طريق النصر والظفر..

قال - تعالى -: " وأحل الله البيع وحرم الربا " يأمر عباده المؤمنين بغض الأبصار عن الحرمات ثم يعقّب بالندب والحث على الزواج والنكاح من المؤمنات.. وهكذا..

فبدل أن تعاتب، ولو سمت عبارتك.. أردفها بحل.. أو فكرة! " يا غلام.. سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك. "!!



السابعة: ما كان الرفق في شيء إلا زانه..

" إن الله رفيق يحب الرفق ". " وإن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق.. "!

يدخل أعرابي المسجد فيبول في ناحية منه، فيغضب عليه بعض الصحابة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهاهم عن فعلهم هذا حتى فرغ الأعرابي، ثم يناديه حبيبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقول له: " يا هذا إن المساجد ما بُنيت لهذا "

كلمات بسيطات، تخرج في رحمة وإشفاق، فتلامس شغاف رجل البادية فيرفرف قلبه حبوراً ويقول في ذهول: " اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحداً "!!

أرأيتم كيف كان الرفق بريد رحمة!!



الثامنة: دع الآخرين يتوصلون لفكرتك.. واجعل المخطئ يكتشف خطاه بنفسه، ثم هو يكتشف الحل بنفسه.

يُذكر أن رجلاً في الهند كان يعادي إمام الدعوة محمد بن عبد الوهاب عداء شديداً، ويحارب كتبه ومؤلفاته ويحذر منها..

فاحتال أحد الفضلاء حيلة.. غيّر بها اسم الشيخ من: محمد بن عبد الوهاب، إلى: محمد بن سليمان التميمي.. وأهدى جملة كتب الشيخ لهذا العالم الهندي

فلمّا قرأها أعجب بها، ووجدت في قلبه قبولا وأثرا حسناً.. فأعلمه هذه الحكيم أن هذه الكتب من مؤلفات إمام الدعوة محمد بن عبد الوهاب.. فما كان من هذا العالم الهندي إلا أن جثى على ركبتيه من البكاء والحسرة والألم على ما كان منه من عداء للإمام.. فصار من أكثر الناس دعوة وتوزيعا ونشرا لكتب إمام الدعوة في محيطه.



التاسعة: عندما تعاتب.. اذكر جوانب الصواب..

اشعر المخطئ (المعاتب) بالإنصاف، فإن ذكرك محاسنه وجوانب الإشراق فيه يجعله أدعى لقبول النصح والحق، وأبقى للمودة بينكما..

اقرأ في هذا الأثر في عتابه - صلى الله عليه وسلم - لعبدالله بقوله: " نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم من الليل.. "!

يالله.. ما أعظمك يا رسول الله، وما أعظم أدبك وسكون نفسك ورفعتها..



العاشرة: لا تفتش عن الأخطاء الخفيّة..

وعامل الناس بحسن النية.. فإنك إن ذهبت تتبع عورات المسلمين أهلكتهم، وأوشكت - بله - أن تفضح نفسك..

"من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه "!!.



الحادية عشر: استفسر عن الخطأ مع إحسان الظن والتثبت!

إنك بهذا تشعره بالاحترام والتقدير.. كأن تقول: زعموا أنك فعلت!!.

واسمع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب في الأنصار بقوله: " يا معشر الأنصار ما مقالة بلغتني عنكم؟! ".

لا تعاتب.. قبل أن تستفسر عن الخطأ.. لعل له عذرا.. أو مخرجاً.. أو كرهاً!!.



الثانية عشر: امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب..

لاحظ النفس الطاهرة البريئة.. نفس الطفل التي لم تشبها شائبة الغل والحقد وحب الذات..

حين تمدحه على عمل صغير.. تراه يبذل لأن ينجز لك الجليل!!

وانظر لذلك الذي طوّع السبع المفترس في باحات العروض.. كيف روّضه وهو السبع الذي لا يعقل ولا يفهم..

كل ذلك بمدح القليل والتشجيع عليه.. بين إخوانك امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب.. !



الثالثة عشر: تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب تقابلها كلمة طيبة تؤثر أكثر من الكلمة القاسية.

(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم.. )

عند الصينيين مثل يقول: نقطة عسل تصيد من الذباب ما لا يصيده برميل من العلقم!!



الرابعة عشر: تذكر... أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم!!

فامزج خطابك بعاطفة الحنو والقرب والإشفاق والحرص..

" يا غلام.. سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك. "!!.



الخامسة عشر: اعط الخطأ حجمه..

فلا تعظّم حقير.. ولا تحقّر عظيم.. فإنك حين تعظّم الحقير توغر الصدر.. وحين تحقّر العظيم تفسد الأمر..



السادسة عشر: ابن الثقة في نفس المخطئ..

ليكون أقدر على مواجهة الخطأ وإصلاحه.



السابعة عشر: لا تعيّر.. !.

المسلم يحب الله، ويحب طاعة الله، وهو كذلك يبغض معصية الله ومن يقارفها؛ فالمؤمن يمتلك قلباً مرهفا ونفساً جيّاشة لا تملك الحياء مع من يجترئ على محارم الله، فالحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان.

لكن من الناس من يشتط فبدلاً من بغضه للمعصية وصاحبها، يعيّر المذنب ويتعالى عليه!.

جاء في الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " أن رجلاً قال: والله لايغفر الله لفلان. وإن الله - تعالى -قال: " ومن ذا الذي يتألّى عليّ ألاّ أغفر لفلان، فإني غفرت له وأحبطت عملك.. ".

ومرّ أبو الدرداء - رضي الله عنه - على رجل قد أصاب ذنباً فكانوا يسبّونه فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه؟

قالوا: بلى. قال: فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم؛ قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي !!

فمتى تسمو نفوسنا لتبلغ ما بلغه أولئك الأطهار..



أخي..

هبني أسأت كما زعمت *** فأين عاطفة الأخـــــــوة

أو إن أسأتَ كما أسأتُ *** فأين فضلك والمروّة؟!


لا تنسونا من صالح الدعاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء 11111111111
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات موصل الحب :: المنتديات الرئيسية :: قسم الحوار العام-
انتقل الى: